ما هو نوع العلاج الذي يجب علينا إذن تقديمه لمن يعانون من اضطرابات نفسية؟
هناك نوعان رئيسيان من العلاجات.
العلاج الدوائي، والعلاج النفسي.
سنقدم وصفًا موجزًا للعلاج بالأدوية، وسنتوسع أكثر في الحديث عن العلاج النفسي.
تتوفر العلاجات الدوائية للاضطرابات النفسية منذ عقود.
ولا يمكن سوى لطبيب، طبيب نفسي في العادة،
متخصص في علاج الاضطرابات النفسية وصف العلاجات الدوائية.
أح أولد الأدوية التي ثبتت نجاعتها في معالجة الاضطرابات النفسية هو الليثيوم، وهو عنصر كيميائي.
منذ الخمسينات يتم استخدام الليثيوم كعلاج ناجع جدًا للاضطراب
ثنائي القطب، المعروف أيضًا بالهوس الاكتئابي.
أي أن تناول الليثيوم يقي من الاكتئاب والهوس،
ويساعد الأشخاص على القيام بوظائفهم بشكل طبيعي.
هناك أنواع أخرى من الأدوية التي يجري استخدامها منذ عقود، وهي الأدوية
المضادة للذهان التي تخفف من حدة الأعراض التي يشعر بها الأشخاص الذين يعانون من الشيزوفرينيا.
وتشمل الأعراض الوُهام أو التفكير المضطرب والهلوسة،
أي الأمور التي يشعر بها الشخص وهي غير موجودة بالفعل، وعادة ما تتمثل في سماع الأصوات.
في النصف الأول من القرن الماضي، اعتمدت طريقة علاج الأشخاص الذين يعانون
من الشيزوفرينيا على فصل الجزء الأمامي من القشرة أمام الجبهية،
التي تسمى Prefrontal Cortex، عن بقية أجزاء الدماغ.
هذه العملية التي تسمى Lobotomy
كانت تؤدي إلى تهدئة المرضى ولكنها كانت أيضًا تلحق الضرر بالقدرات العقلية والعاطفية لديهم.
تم اكتشاف العقار الأول المضاد للذهان في الخمسينات،
وتم تسميته في المرحلة الأولى ب-Lobotomy Pharmacology لأن أثره كان مشابهًا.
صحيح أن الأدوية المضادة للذهان تقلل من الوهام ومن الهلوسة التي
يعاني منها المصابون بالشيزوفرينيا، وتمكنهم من القيام بوظائفهم،
ولكنها تتسبب في الكثير من الأعراض الجانبية ولذا فإن العمل قائم منذ اكتشافها على تغيير هذه الأدوية وتحسينها.
وعدا عن ذلك فإن للشيزوفرينيا أعراض أخرى مثل اللامبالاة،
والانسحاب الاجتماعي والتفكير غير المنظم،
وصعوبة التخطيط، وهناك جدل حول نجاعة العلاج الدوائي فيما يخص هذه الأعراض.
هناك نوع آخر من الأدوية المعروفة وهي الأدوية المهدئة بأنواعها والتي توصف
للأشخاص الذين يعانون من القلق حيث تقلل هذه الأدوية من الشعور بالقلق والتوتر لدى هؤلاء الأشخاص.
وقد تكون أشهر هذه الأدوية العقاقير المضادة للاكتئاب،
وقد شكل البروزاك الجيل الأول من هذه الأدوية، وهناك الآن أدوية أخرى من نفس العائلة تقلل من
أعراض الاكتئاب.
إن مضادات الاكتئاب من عائلة البروزك شائعة جدًا اليوم،
وذلك على الرغم من أن الدراسات أتبتت نجاعتها في علاج الحالات الشديدة من الاكتئاب على وجه التحديد،
ولم يتضح مدى نجاعتها في علاج الحالات الخفيفة والمتوسطة من الاكتئاب مقارنة بالعلاج بالإيحاء.
وبالإضافة إلى الأدوية فإن هناك علاجات حيوية أخرى يتم استخدامها وهي الأنوع
المختلفة من التحفيز المغناطيسي للدماغ.
لقد تم لسنوات طويلة استخدام العلاج بالصعقات الكهربائية، Electroconvulsive Therapy- ECT.
والذي ثبتت نجاعته في علاج الحالات الشديدة من الاكتئاب عندما لا تجدي الأدوية نفعًا.